مدير الموقع Admin
المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 15/05/2011 العمر : 37 الموقع : jacob.forumegypt.net
| موضوع: من هو يسوع المسيح الثلاثاء يونيو 07, 2011 8:37 pm | |
| من هو يسوع المسيح
النظرة اللاهوتية الى المسيح
استعلان الكلمة المتجسد
" في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله . كان في البدء لدى الله . به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان . فيه كانت الحياة والحياة نور الناس . والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات . ظهر رجل مرسل من لدن الله اسمه يوحنا . جاء شاهدا ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس . لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور . كان النور الحق الذي ينير كل انسان أتيا الى العالم . كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه . جاء الى بيته . فما قبله اهل بيته . اما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكنهم ان يصيروا ابناء الله . فهم الذين لا من دم ولا من رغبة لحم ولا من رغبة رجل بل من الله ولدوا . والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده مجدا من لدن الاب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق . شهد له يوحنا فهتف : هذا الذي قلت فيه : إن الاتي بعدي قد تقدمني لأنه كان من قبلي . فمن ملئه نلنا بأجمعنا وقد نلنا نعمة على نعمة . لأن الشريعة أعطيت عن يد موسى وأما النعمة والحق فقد أتيا عن يسوع المسيح . إن الله ما رآه أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه ." ( يوحنا 1: 1-18 )
ان ورود ( الكلمة ) كلقب للمسيح في الثلاثة المواضع يفيد التعريف بالمسيح قبل التجسد . ولكن ماذا كان عمله ؟ هنا يستعلن الانجيل علاقة ( الكلمة ) بالخلق ، حيث يكشف عن جوهر الكلمة الفعال في الخليقة ( حياة ونور ) . ثم ينتقل من سبق الوجود الى الوجود الظاهري :" والكلمة صار بشرا" فهنا يكتمل استعلان ( الكلمة ) بالنسبة للانسان ( حل بيننا ) . لقد اهتم البشير يوحنا ان يذكر علاقة الكلمة بالله في الازل لندرك أزلية علاقة المسيح بالله . واعتنى ان يذكر عمل الكلمة في الخلق المادي لكي ندرك ان الخليقة الجديدة الروحية التي اكملها المسيح هي تكميل متناسق مع عمله الاول . فالبشير يوحنا بدأ انجيله بتوضيح الكلمة وعلاقته بالله قبل التجسد ليكون هو اساس معرفتنا له بعد التجسد بعد ان صار هو يسوع المسيح . فالذي عمله يوحنا الانجيلي هو انه استعلن سيرة الرب يسوع في السموات عند الله حتى لا نتوه في سيرته المتواضعة على الارض وحتى لا تصبح بشريته المهانة عثرة كما انذر هو بنفسه :" وطوبى لمن لا اكون له حجر عثرة " ( متى 11: 6 ) . فنحن نؤمن بالكلمة في وضعه قبل التجسد يكون ذلك في الواقع هو كمال إيماننا الصحيح بالمسيح ، لذلك كان اعتناء البشير يوحنا ان يستهل انجيله بهذه السيرة الإلهية للمسيح قبل التجسد .
الانجيلي يوحنا قد وضع أساس انجيله في الاية الاولى ، وبالتالي دستور الايمان المسيحي ، فيما يخص شخص المسيح باعتباره الكلمة المتجسد ، فالمسيح " الكلمة " لم يتخذ شخصيته بالميلاد الجسدي ، اي انه ليس مخلوقا ولا محدثا ، بل كان في البدء قائما منذ الازل . والمسيح " الكلمة " لا ينفرد بوجوده من دون الله ؛ بل هو كائن في الله . والمسيح " الكلمة " بظهوره في الجسد لم يكن مجرد إنسان ام نبي ؛ بل هو من جوهر الله . لذلك نرى ، ان تأثير المسيح بجلال مقولاته كان هو المصدر الأساسي في تكوين فكر البشير يوحنا اللاهوتي ‘ سواء من جهة اقنومية الكلمة الازلي ، او من جهة وجوده قبل الزمن " في البدء " وانه من واقع استعلان المسيح لنفسه ، استعلن البشير يوحنا الكلمة ، فمن آيتين ظاهرتين وبارزتين في اقوال المسيح يتضح أصل ومفهوم " البدء" اللازمني للكلمة في انجيل يوحنا : الاية الاولى :" فمجدني الان عندك يا أبت بما كان لي من المجد عندك قبل ان يكون العالم " ( يوحنا 17: 5 ) ، والاية الثانية :" يا ابت ، إن الذين وهبتهم لي أريد ان يكونوا معي حيث اكون فيعاينوا ما وهبت لي من المجد لأنك أحببتني قبل انشاء العالم ." ( يوحنا 17: 24 ) .
كذلك امامنا مصدران واضحان استشف منهما الانجيلي يوحنا وصف المسيح بالكينونة الأزلية :
الاول : قول المسيح صراحة لليهود :" ابتهج ابوكم ابراهيم راجيا ان يرى يومي ورآه ففرح . قال له اليهود : ارايت إبراهيم وما بلغت الخمسين ؟ فقال لهم يسوع : الحق الحق اقول لكم : قبل ان يكون ابراهيم ، أنا هو ." ( يوحنا8: 56-58 ) . قول المسيح " انا هو " وفي بعض الترجمات " انا كائن " كشف عن كينونة اللازمنية الأزلية . اصبحت المقارنة بين ابراهيم والمسيح شاسعة جدا وبلا قياس ، فهي مقارنة بين مخلوق وغير مخلوق ، بين زمني وأزلي . إذاً فهو كائن قبل كل الاباء والانبياء وكل الخليقة .
الثاني: أما الموضع الثاني الذي عزز صورة المسيح في ذهن البشير يوحنا وإيمانه بصفته الكائن الأزلي ، فهو قوله المملوء سراً وجلالاً ورهبة ً :" لذلك قلت لكم : ستموتون في خطاياكم فإذا لم تؤمنوا بأني انا هو تموتون في خطاياكم ." ( يوحنا 8: 24 ) .
ينفرد انجيل يوحنا دون بقية الاناجيل في استخدام هذا اللقب " انا هو " كما هو في اسفار العهد القديم . ويكفي هنا ان اكتب ان هذا هو نفسه اسم الله الشخصي الذي قاله لموسى في سفرالخروج 3: 13و14 : " فقال موسى لله : ها انا ذاهب الى بني اسرائيل ، فاقول لهم : إله ابائكم أرسلني اليكم . فإن قالوا لي : ما اسمه ، فماذا أقول لهم ؟ فقال الله لموسى : انا هو من هو . وقال : كذا تقول لبني اسرائيل : أنا هو ارسلني اليكم . "
أتمنى أن الموضوع يكون عجبكم
| |
|